حين يمسي الماضي مستقبلا

يا زمن مضى وآخر حاضر لدغ....كفاني الذي هو آت فاللسان لسع

هلال بلاد الترك أول حروفه ... يليه من بلاد السند حرف بدا ولمع

ثالثه وليس بثلث ملك للمتكلم... لديه , عنده وبه سناء نور سطع

ورابع الخلفاء علي بن هاشم... . به الرابع لبى أوبة وصوت ردع

واكتمال الهلال بدر ساكن .... نجمتان تزين دائرته وضوء يشع

هذا الذي توطن في السويداء... هذا الذي على الفؤاد لصق وقبع

هذا الذي عاهدت وعدا وعدا... مال العمر كله سربا لم يشفع

وحال موج الدخان ضيما بيننا... قلب يائس وكبد لا زال ينبع

وكلاهما جثا على جسدي المسجى ... ضما , نصبا شدا وتدافع

والخطى قربا من لحدها بدت... ثقيلة عرجاء جرا وتلكع

بعد الله والوالدين هي ولا ... ثاني لهما اسمها علا فلا تصدع

كفاني ما مضى منك يا زمن .... ما تركت لي بعد الا عينا تدمع

صوما في الضحى حيث النقاء... قلما من بنات حواء اليوم تركع

ستر في الحضر والبدو ملامحها... منها الشمس على البطحاء تخشع

رب كساها حلة التقوى به نضح.... الجبين عطفا ورأفة وترفع

لاتقرب حمى الغسق إذا البعل ....غاب يومها وللغيب هي به تتلفع

ياذا الذي للأثر تقتفي وتنبئ ... هلا علمت الآن ما أنا عليه من هلع

حين يمسي الماضي مستقبلا ... هل لك من حديث بعد يشفي وينفع

كفى يا عاذلي لوما وتأنيبا... لا يجدي اللوم اليوم فقد طمست البدع

ابراهيم تايحي