الترجمة translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أرشيف المدونة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

.

.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.

 

 

 

 

.

ibrahim taihi

  • ...
  • ...
  • ...
  • ...
  •  ...
  •  ...
  •  ...
الخميس، 29 نوفمبر 2012

بــاخــ ـ ـ ـ ـ ـالعذاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ رة

لما رست باخرة العذاب – عفوا أعني الكتاب- قرب الشاطئ المعد للبواخر الضخمة المحملة حاوياتها ألما وعذابا . كانت حصتي أكبر الحصص هذه المرة حيث دوري ..

فأخذ الغرور بي , وخلت أنني سيد القوم وأن بين يدي مفاتيح خزائن الكون ... أبيح واستبيح , وأغدو وأروح , وما أنا ببعيد عن قبر السيد المسيح ........

هكذا للحياة ألفت وكذا هي الحياة ألفتني , مرة أكون لها غطاء فتكون لي فراشا وإذا افترشتها تغلبني فتكون غطاء , ورحنا بين مد وجزر ولا زلنا حتى أدركني الكبر وبلغت منه عتيا ...

كل صباح أفرغ حاوية ثم أخرى ثم أخرى ونفس الشقاء عشية وما فرغت ..... وكأن شيئا لم يخرج من جوفها ....

صبرت ومن مره تجرعت ..ثملت...سكرت... تهاويت... ضعفت... وبان خيطي الأبيض من خيوطهم السوداء .. وأكل بياضي سوادي

ويوما وأنا على الشاطئ أتأمل أمواج البحر وهي في تلاطم وتزاحم

جالت بذهني فكرة اعتناق مذهب عشاق الشبكة العنكبوتية , ولما لا ولدي ما يكفي لأخوض الغمار مع الخائضين , وفعلا انتميت بعد ما اهتديت , وأعطي لقلمي نصيب من التقدير والتبجيل

هنا أحسست بكوني وكياني , ورحت أبكي مع قلمي وما آل إليه أمري ......

وعلى حين غرة ودون سابق وعد ولا موعد أبصرت عيناي وكأن بصيصا من نور في آخر النفق , حسبته يدنو مني ويزداد شعاعا ولمعانا كلما قصرت المسافة وانكمشت أطرافها ..

أمعنت النظر فيه جيدا فإذا به يكبر وشعاعه ينتثر ... أحال كل ما بداخلي ضياء وصفاء

وسكونا وكأن علامات ليلة القدر....

احتضنته.. عانقته... قبلته... بشوق وحرارة وكأني بالشباب قد انبعث في مرة أخرى .

كل ذلك وذاك الشعاع بصدري ملتحما , ولسان حاله يرقص طربا .. فألفيت نفسي أبادله نفس الإحساس وصدق المشاعر ... ولـــــــكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ن؟

لم يطل زمن هذا اللقاء .... أدركت حقيقة جوهره مع جهله بحقيقة مظهري بسبب ما به من عناء......

فخشيت الفتنة والافتنان, خفت منه من أن يرفع عينيه فيصطدم بشبح ..خيال... هيكل... تمثال.... شيخ من ورق .. عافه من كانوا منه بالقرب بعد ما حلقوا حوله حين كان ذا صول ومنصب.....

لهذا آليت ألا أسمح لهذا الشعاع أن يتجاوز حد كتفي , فما بعد الكيف إلا العنق وبالعنق يبدو الشفق والليل وما وسق ....

مررت راحة يدي على مؤخرة رأسه مسحا , ثم رويدا رويدا أجلسته على فخذي فاستراح وراح في سبات عميق ... حدقت فيه مليا ورحت أسبح أنا الآخر ...

مالي وهذا الأمر .. ألا يكفي هذا القلب من الجراح والتي لم يندمل معظمها ولم يجف دمها بعد

قلت : نام على فخذي كرضيع بين شفتيه الصغيرتين الناعمتين حلمة ثدي مرضعته ..

نام كالملاك ولا غرو إن قلت هو الملاك نفسه ... تذكرت وأنا على هذا الحال قصة ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل - عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام -... تذكرت القصة وذكرتها ذكرا

ثم عدت أتأمله أتأمله ... لم أطق رفع نظري عنه ... لم أقدر على ......

جرت الدموع أشد حرا من الجمر على وجنتي .... ازدادت دقات قلبي...تسارعت نبضاته ...

أحسست بوهن يلم بي وأنا شيخ كبير, فأنا ابن الستين وهل بعد الستين من تخمين؟

مكثت وقتا لا أذكر مدته وما أذكر إلا ملمحه ..منظره... براءته... سكونه... هدوءه..

نيته... مطلبه... شغفه... حبه...

أأغرر به وأتركه في نومه؟.... أم أدس قلبي في التراب , وكان الثاني هو أقرب الحلول

أدس قلبي في التراب وفي حاوية الباخرة أرديه وهكذا أنجيه من منظر لا يرضيه في حالة ما استفاق لا يجد من كان يأويه... فهو لا زال شابا قويا حرا لا شيئ عما أراد يثنيه.

ابراهيم تايحي

الموضوعالأصلي : باخرة العذاب  المصدر : بريكة نت

0 التعليقات:

خواطر الأستاذ

عداد الزوار

المشاركات الشائعة

المتابعون

.

.