الحجاب ينافس السفور:
تتساءل
النساء الأوربيات عن السبب في تحجب المرأة المسلمة , وفيما إذاكن مرتبطا
بنظرة الرجال الشهوانية للمرأة , لكن هذا السؤال العفوي في بعض الأحيان
يشير إلى التباين الحاد بين ثقافتين تسعيان إلى سيدة إحداهما على الأخرى,
في صراع مرير على البقاء , وبلغ الهوس في معرفة كنه الحجاب أن فتاة هولندية
تساءلت : ولماذا لا يتحجب الرجال المسلمون أيضا؟.
-*- قول كريستينا الهولندية – وهي عضو في مجموعة محلية في مدينة
[ايند
هوفن] في الجنوب الهولندي , أنها تدعو إلى محاربة طغيان الثقافات الأخرى
على الحياة العامة في هولندا , داعية إلى قوانين أكثر صرامة لخطر الحجاب
والنقاب وبناء المساجد والمآذن , كما ترى في الحجاب رمزا للفشل ولقمع
النساء ومنع الاندماج الاجتماعي وتقول: إن مجرد ارتفاع مئذنة في الفضاء
الهولندي يعني خطوة إلى الوراء حتى في مجال الحفاظ على الإرث المعماري
الأوربي .
ملاحظة: كريستينا هذه امرأة متزمتة.
-*-
مقابل ما تقوم به كريستينا الهولندية المتزمتة من جهد لإعادة دور الكنيسة
وسعيها –أي كريستينا- إلى إحياء الإرث الثقافي الهولندي الذي فقد الكثير من
ألوانه المميزة بسبب العولمة والهجرة على حد تعبيرها .
تقول
الطالبة الجامعية الهولندية المغربية الأصل / فاطمة قادر/ أن الكره العام
للحجاب لا يحول دون انتشاره , فمنذ اللحظة الأولى التي أصبح فيها الحجاب
مظهرا يوميا في الحياة العامة عكف الكثيرون على الوقوف بوجه تياره لكنهم لم
ينجحوا بسبب تزايد عدد المسلمين , إضافة إلى قدرة الحجاب نفسه على الصمود
كزي عملي لأنه الأقرب إلى التعبير عن نفسية المرأة وروحها , ومثال على ذلك
المحامية / أميلي رسلان/ التي تحدت الأمر الواقع وارتدت الحجاب في المحاكم
الهولندية بينما لا يحق للقضاة
والمدعين العامين ارتداء الحجاب .
وتعترف
فاطمة قادر أن بعض الهولنديات يتساءلن بعفوية عن السبب في التحجب , وفيما
إذا كان مرتبطا بنظرة الرجال الشهوانية للمرأة . لكن فاطمة تجيب على
أسئلتهن بأن الحجاب أكبر من وجهة النظر هذه, فهو دلالة على الالتزام والوعي
الإيماني قبل أن يكون رمزا للحشمة فحسب.
وتتابع
فاطمة قادر ... ..ويبلغ التناقض في المشهد اليومي على أشده حين يسقط نظرك
على فتاة لا يستر جسدها النحيل قميص الا بمقدار ضئيل في سعيها , وهي تجلس
الوقت الطويل لإكساب سمرة تحت شمس لا تظهر كثيرا طوال العام .-*- المزج بين
ثقافتين:
-*- المزج بين ثقافتين:معدلات الإقبال على الحجاب في الغرب تزداد حتى بين
الغربيين أنفسهم , وفي الوقت ذاته فإن مسلمات متحجبات يحولن المزج في ثقافة
الزي –حصرا- بين موضة الغرب والزي الإسلامي, لكن الحجاب بسحب الكاتبة
الصحفية/ مي عباس/ ما زال يمثل صورة حية ومتحركة تذكر الإنسان الغربي دائما
بوجود الإسلام وصموده.
بل
إن مسلمات من مثل / سميرة حداد/ المعلمة الهولندية من أصل تونسي أقامت
دعوى قضائية ضد الكلية الإسلامية في[ أمستردام]في الحصول على حقها في
السفور دون أن يكون ذلك مبررا لحجب الوظيفة عنها
ويوضح طلب /سميرة بحقها في عدم ارتداء الحجاب في مؤسسة إسلامية تفرض الحجاب على المعلمات الصراع المرير بين ثقافتين من أجل البقاء
-*- السيدة /سيمون/ هولندية الأصل مسيحية المعتقد قد لبست الحجاب منذ عامين بعد ما تزوجت شابا عراقيا واعتنقت المذهب الشيعي , قالت:
إن الحجاب يوصف اليوم كرمز إسلامي وعلامة فارقة تميز المسلمات من غيرهن.
-*-
اختلال دور الدين: وتتابع /سيمون/ أن زميلاتها الهولنديات يحولن معرفة
العلاقة بين الإسلام والحياة اليومية , وكيف يؤثر الدين في فعاليات الإنسان
, ذلك أنهن رغم كونهن مسيحيات الا أن دور الدين في حياتهن قد اختزلته
الحياة المعاصرة في أوربا إلى حد كبير , حتى انحصر تأثيره الإيجابي على
الحياة الشخصية للفرد –بحسب-/ سيمون/لكنها ترى الخوف الغريزي أو التلقائي
من الإسلام بدأ ينحصر , كما أن دعاة الإسلاموفوبيا يواجهون مصائر الفشل بعد
ما صعد نجمهم بعد هجمات
11/09/2001 , وبعدما تكاثر المسلمين في أوربا .
وتواصل
/سيمون/ حديثها: وعم الحجاب المرافق العامة والمدارس والدوائر الرسمية,
اكتشف الناس أن المسلم أو الفتة المتحجبة لكن تكون بالضرورة فتاة راديكالية
تؤمن بالعنف وتفرض أفكارها.
-*-
وفي محاولة للمزج بين ثقافتين فإننا نجد /رحيل هاشم/ وهي سيدة بلجيكية من
أصل فلسطيني ترتدي الحجاب مع سروال ضيق عند مؤخرتها أو تنورة رفعتها قليلا
عن الساقين, وما فعلته/ رحيل هاشم/ يبدو سلوكا منطقيا , فهي تلتزم بما
يفرضه عليها الأهل في التحجب وفي الوقت ذاته فإنها تلائم نفسها مع المحيط.
-*- بينما يرى السيد / محمد بوحسن/ وهو شاب مغربي : أن اللباس الفاضح يثير الشهوة الجنسية ويشجع على التحرش ...
-*- بينما لا يميل السيد / مايك/ وهو شاب هولندي . إلى هذا الرأي – أي
ما قاله السيد / محمد بوحسن/ ويعتبر المرأة حرة فيما ترتديه .
ونستنتج من اختلاف الرأيين بين / محمد – و مايك/ أن عمقا في الاختلاف بين الثقافتين في النظرة إلى المرأة وزيها .
-*- وحسب السيدة/إيفلين روبرت/ وهي مصممة أزياء محلية هولندية
فإن
الحجاب التركي والمغربي هم المسيطران على مظاهر التحجب في أوربا , وأن
الحجاب التركي بدأ في نظر الكثير من الفتيات المسلمات في أوربا الأقرب إلى
روح العصر لأن الفتاة التركية حريصة على الموضة
-*-
وبحسب رجل الدين التركي/ محمد علي/ : إن تجربة الأتراك الطويلة في الغرب
جعلتهم يلائمون أنفسهم للعيش في أوربا من دون التخلي عن عاداتهم وتقاليدهم
مع عدم التطرف والمغالاة في ممارسة الثقافات المحلية التركية.
-*-
أما رجل الدين / حسين علي / في هولندا : يرى أن أغلب المسلمات في الغرب لا
يلتزمن بالحجاب الشرعي , وأن الحجاب الذي على رؤوسهن هو نتيجة ضغوطات
الأهل لا غير . ويتساءلون عن جدوى الحجاب عند فتاة ترتدي / البكيني / على
الشاطئ وتتردد على –صالات الديسكو- والنوادي الليلية نهاية الأسبوع, ويضيف
السيد /حسين علي/ قائلا: اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات
الوجوه. لكن
-*-
زينب شريف/ وهي فتاة هولندية من أصل مصري : ترى أن الفتة العربية التي
نشأت في بيئة متفتحة نوعا ما مضطرة إلى ابتكار أساليبها في الحياة والتدين ,
وليس بالضرورة أن تكون نسخة مشابهة للفتاة المسلمة في الإسلامية والعربية .
وتدعو زينب شريف / في هذا المجال رجال الدين إلى دراسة واقع المرأة المسلمة في الغرب , وعدم محاولة فرض ما لا تستطيع القيام به.
العوامل المؤثرة في ظهر الحجاب:
سعى
المناهضون لظاهرة الحجاب إلى إبراز جملة ممارسات ظالمة بوصفها عللا لهذه
الظاهرة , ولم يميزوا في ذلك بين الحجاب الإسلامي وغير الإسلامي , فأوحوا
أن الحجاب الإسلامي ينطلق من هذه الممارسات الظالمة أيضا .
وقد
طرح الباحثون نظريات متنوعة بصدد أسباب ظهور الحجاب , وقد ثبتت هذه
الأسباب الأعم الأغلب لإبراز الحجاب بوصفه عملا ظالما وممارسة جاهلة , تصنف
حسب النظريات المتوفرة إلى فلسفة اجتماعية
أخلاقية , اقتصادية ونفسية :
1- الجذر الفلسفي= الاتجاه ألرهباني والميل نحو الرياضة الروحية.
2- الجذر الاجتماعي= فقدان الأمن والعدالة الاجتماعية
3- الجذر الاقتصادي= حكومة الأب وتسلط الرجل على المرأة واستغلال طاقاتها الاقتصادية.
4- الج1ر الأخلاقي= أنانية الرجل وحسده.
5- الجذر النفسي= إحساس المرأة بالنقص أمام الرجل.
المشاركات
0 التعليقات:
إرسال تعليق