الترجمة translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أرشيف المدونة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

.

.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.

 

 

 

 

.

ibrahim taihi

  • ...
  • ...
  • ...
  • ...
  •  ...
  •  ...
  •  ...
الخميس، 29 نوفمبر 2012

واجهات لتغييـــر الأقنعـــــــــة

حملت معي قفة رثة مهلهلة كحال حاملها ووجهتي السوق... وما بجيبي ما يفي بالغرض المطلوب, لكني أوهمت نفسي أن أجد من أصحاب الجود من يقل عثرتي ,و يعيد لي ماء الوجه

دلفت عتبة السوق ..ما أكثرها؟ ما أعلاها؟..ما أشقها..؟

صعدت أولها وملت يمينا حيث باعة الخضر , وما جادت به الحقول , والأرض التي غذيت بمبيدات البشر- أقصد مبيدات الحشرات - .....

عددت الدراهم البخس التي كانت بحوزتي , ابتعت بقيمتها , وعدت أدراجي متعثرا بدموعي التي حجبت عني الرؤيا , مصحوبا بزكام حديث الولادة .عرجت على صديق لي أعرفه منذ أيام الجامعة لعلي أجد عنده دواء لهذا الزائر .

*- لا يا صديقي قد غيرنا المهنة كما ترى

*- لكن..؟ ما دهاك...؟ ما هذه...؟

*- هذه أقنعة ..وهنا أنظر تلك الأبواب الزجاجية ..أعلاها مصباح ذو لون أصفر وبجانبه مصباح ذو لون احمر أرأيت .؟

*- ما معنى ذلك .؟

*- المصباح الأصفر خاص بالرجال , بينما الأحمر خاص بالنساء

*- مصباح أصفر خاص بالرجال ..أحمر خاص بالنساء .. أقنعة . لم استوعب شيئا صديقي

*- طيب استرح وسأوضح لك بالتفصيل .هذا المحل الذي كان لبيع الأدوية كما تعلم , أمسى واجهة لبيع وتغيير الأقنعة .وكذا باقي المحلات على طول الشارع والذي يليه والذي يليه ..كلها لهذا الغرض .ومعناه يا صديقي أن من الناس اليوم فئات كثيرة يفضلون تغيير الأقنعة .

*- ولما هذا.....؟

*- للناس فيما يعشقون مذاهب ..منهم من يريد التنكر لفعل فعلة.. آخرون للكذب والاختلاس..وآخرون لليالي الحمراء والرقص فوق الهمم وقرع الكؤوس وتسطير المستقبل

وهكذا دواليك ......

*- نعم ولكن لما هذا كله.؟

*- لا تسأل لما هذا كله ؟ بل قل كم هو المدخول اليومي ..............؟

*- أتعني المحصول ..؟

*-سلم عقلك.. هل استوعبت الآن حركة السوق كيف هي وعلى ما هي عليه اليوم ..؟

*- تقريبا... صديقي ألك أن..

*- نعم أختر قناعا يناسبك .؟

*- قناع يناسبني..؟

*- أجل خذ هذا مثلا ..جرب..؟ هائل وكأنك ......

*- وددت أن أقول لك أني في حاجة إلى.....

*- لا يا صديقي المحل محلك لا حرج

*- يا صديقي أردت منك ....

*- لحظة وسأعود ... نعم سيدتي ..نعم سيدي

*- نريدا قناعين اثنين لكن حسب الفصول والأصول ..هل يوجد لديك.؟

*- أجل ولكن ....

*-و لكن ماذا؟

*- هذا النوع من الأقنعة مستورد , وا...

تكلم يا صاح ..؟ وا ..ماذا؟

*-أثمانها باهضة جدا

*- لا يهم ..لا يهم هات ما عندك لنختارا ما يناسب..؟

*- ها هي حسب الطلب والمواصفات.

*- جيد.. جيد .. هذا يناسبك يا سامو .

*- نعم وهذا يناسبك يا ديدو

*- كم ثمنهما .؟

*- علبة ونصف [ العلبة مليون سنتيما]

سددا الثمن ..دخل ديدو من الباب ذي المصباح الأحمر ودخلت سامو من الباب ذي المصباح الأصفر. لكنهما لم يخرجا .

*- أين هما يا صديقي ..الرجل والمرأة , ومالي أراهما دخلا من غير التزام ..هو من باب النساء وهي من باب الرجال .

*- آه ... يا صديقي يبدوا أن طبيعة البادية لا زالت مخيمة على عقلك بعد ...

*- ما تقصد بطبيعة البادية.؟

*- أقصد .. تفطن.؟. انتبه..؟ أنت وأنا ونحن كلنا في غابة لا يحكمها قانون ولا يسيرها عرف

ولا يزينها خلق – إلا من رحم ربك- كل يسير الآخر بمنطق الدينار والدرهم , وقيمة المرء بما يملك من مال ونفوذ وجاه .

*- صدقت ..وأنت هل صرت مثلهم.؟

*- بالطبع ..ولما لا ..؟ يا بدوي.................

*- بدوي ... ؟ أهذا ما تصفني وتعيرني به يا صديقي ..الآن أصبحت في عينيك بدويا , أنسيت

من نكونا أنت وأنا ..؟ أتجاهلت ما في صدرك من كلام الله ؟ أم أنك ألبسته قناعا ..؟ ألا تتذكر

احتفاء قريتنا بك عندما تهل عليهم ..؟ ألم تكن صلاتك التي كنت تؤمنا أيامها ببدوية..؟ أنسيت ابن من أنت ؟ ومن هي أمك ...؟ ألا تتذكر صيفا عندا يتجمع حولك أطفال قريتنا يستعرضون ما حفظوا من كتاب الله عليك..؟ طبعا تكون نسيت... وهل نسيت أيضا علاج المرضى والمساكين ...؟ أنسيت دموع الفرح وهم يدعون لك .؟ طبعا تكون نسيت . وأنى لك أن تتذكر

وأنت في هذا الحال ...؟ باب ذو مصباح أصفر خاص بالرجال وآخر بمصباح أحمر خاص بالنساء يا له من احتشام ..؟ ويا لها من أخلاق...؟ يا له من تفسخ...؟ .. ولكن ألا أكون آنا

الضال في بلاد الضلال ..؟ ألا أكون أنا التائه وراء الكثبان..؟ لما لا أجرب قناعامثلهم ...؟

استغفر الله العلي العظيم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .....

*- صديقي الذي كان .....أنا عائد إلى البادية فهل أبلغها منك السلام .........؟

إبراهيم تايحي

الموضوعالأصلي : واجهات لتغيير الأقنعة  المصدر : بريكة نت

0 التعليقات:

خواطر الأستاذ

عداد الزوار

المشاركات الشائعة

المتابعون

.

.